أصدرت القاضية المنفردة الجزائية في بيروت ناديا جدايل، حكمًا غيابيًّا قابلًا للاعتراض والاستئناف، في حقّ محمد عيسى صالح المعروف بـ"مارك عيسى" (لبناني الجنسيّة)، الّذي أوقف غيابيًّا بتاريخ 4/2/2019 وما زال متواريًا، لإقدامه وبتاريخ لم يمرّ عليه الزّمن، على إثارة النّعرات الطّائفيّة وتحقير الشّعائر الدّينيّة، على خلفيّة الإخبار الّذي تقدّمت به دار الفتوى إلى النيابة العامة التمييزية في حقّه، على خلفيّة وضعه على حسابه الخاص في "تويتر" وعلى صفحته على "فيسبوك"، مجموعة من الكتابات الّتي تنال الذّات الآلهيّة وتسيء إلى النبي محمد، وتهزأ بالدين الإسلامي والمسلمين، ومنها ما يلي:
"- الإسلام إرهاب وأوّل ضحاياه المسلمين.
- لبنان انتهى عام 1975 بسبب الإرهاب الإسلامي واحتضان المسلمين لهيكل غباء وعصبية.
- إذا أنتم راضون بثقافة الموت باسم الإسلام، فالمسيح هو إله حياة لا موت ولن نرضى بإسلامكم".
وقد ورد في متن القرار أنّ الألفاظ والأوصاف المستعملة من المدّعى عليه في منشوراته، لا تُعتبر نقدًا موضوعيًّا للدين الإسلامي مندرجًا ضمن إطار حرية التعبير، بل تتجاوز المعايير الأخلاقيّة، وهي من باب الازدراء والتّحقير، ومنها النّيل من هيبة ومكانة هذه الدّيانة وكلّ الدّيانات ورمزيّتها.
وخلُص الحكم الى إعلان إدانة المدّعى عليه محمد عيسى صالح بمقتضى المادّة 317/عقوبات، وبحبسه مدّة سنة وتغريمه 800 ألف ليرة لبنانيّة، ومنعه من الحقوق المنصوص عنها في البندَين 2 و4 من المادّة 65/ عقوبات، ونشر هذا الحكم على الموقع الإلكتروني لجريدة "النهار"، وبإدانته بمقتضى المادّة 473/عقوبات وحبسه مدّة سنة سندًا لها، وبإدانته أيضًا بمقتضى المادّة 474/ عقوبات وبحبسه مدّة سنة سندًا لها، وإدغام العقوبات واعتماد العقوبة الأولى كونها الأشد؛ وتضمينه النّفقات كافّة.